Blogger news

تعديل

الجمعة، 4 مارس 2011

هل سيظهر بوش جديد؟

بقلم: وليد بن عرفة

أعلن التّلف الأطلسي أنه مستعد للتدخل في ليبيا ، يا للروعة!! هاهم إذا المجرمون اللذين عاثوا في الأرض فسادا و  قتّلوا المدنيين العزل في أفغانستان يعرضون حمايتهم لمدنيين آخرين في ليبيا ،، هؤلاء الذين غضوا الطرف على ما حدث في غزة من طرف قردة من فصيلتهم ،،، فجأة ينفجر نبع الحنان في قلوبهم ليهيموا حبا بالعرب ويسارعوا في نجدتهم.

بعيون مغرورقة ،، دموع تمساح ، نادى الصهيوني برنارهنري ليفي مجددا بالحرب كما فعلها ذات يوم ضد العراق. و  لكن الحرب الإنسانية محض هراء وحدها حرب البترول ما يجعل لعاب الغرب يسيل.


لنا أن نتساءل:
هل مازالت الشعوب العربية نائمة و في حاجة إلى دروس في كيفية تحرير اوطانها من أي دكتاتور طاغ ؟ أظن أن ثورتي تونس و مصر أحسن جواب لهذا السؤال ، لم إذا هذه الدعوات الصادرة  من قبل الإدارة الأميركية وكذلك المشاورات الدولية الجارية للتدخل العسكري سواء تحت حجة إجلاء رعاياها أو تحت يافطة وقف عنف النظام ؟ في اعتقادي ما هذه التحركات سوى محاولة إعادة رسم الخارطة السياسية لليبيا ، بما يضمن الحفاظ على مصالح الغرب في تدفق النفط والغاز .
مما يؤسف له أن   القذافي  في كلمته التلفونية الأخيرة وإدعاءه أن " القاعدة " هي التي تحرك الأحداث ، عملياً هي دعوة مبطنة أو لنقل بصريح العبارة هي دعوة الغرب للتدخل وإنقاذ نظامة بحجة " القاعدة " هذا التلويح بخطر " الأصولية الإسلامية " البعبع الذي نفخوا فيه طويلاً لم يعد ينطلي على شعوبنا في العالم العربي . لقد أثبت ثورات تونس ومصر أن تيار التطرف الديني ، ليس أكثر من نمر من ورق . طيلة عقود من الزمن جرى فيها ضرب كافة القوى التحررية والثورية الجذرية تحت يافطة خطر " الأرهاب الأصولي " فقد دأبت كافة الأنظمة على تضخيم دوره في الحياة السياسية العربية لإطالة أمد بقاءها في الحكم مستغلة خيرات بلادنا لصالح حفنة من الطائفية السياسية المتحلقين حول النظام . ترى هل نحتاج الى أمثله في هذا الشأن .. ؟
التلويح بسيف العقوبات الإقتصادية ، وفرض حظر جوي ، يذكرنا مرة أخرى بسيناريو " بوش " فهل نحن أمام تكرار تجربة الحرب على العراق بحجة الإرهاب مرة أخرى ووضع حد لعنف النظام ، أم إبقاء النظام ريثما تنتهي الترتيبات السياسية الغربية . وهل يندرج هنا تصريح " العقيد الساعدي " أن أباه سيكون جزء من النظام الجديد هو جزء من مجموعة خيارات تناقشها واشنطن مع حلفائها ، على طريقة بقاء مبارك في شرم الشيخ ؟! أو أن " سيف الإسلام " هو المرشح لدور ما بحكم كونه الصديق المقرب من الدوائر الغربية ..؟! وهو الأن يطمئن الغرب أن ليبيا لن توقف إمدادات النفط ؟؟ وبالتالي السؤال ما هو الموقع والمنصب الرسمي الذي يسمح لسيف الإسلام بطمئنة الغرب ؟؟ أم هي رسالة ذات هدف محدد للغرب وواشنطن معاً.؟ العقوبات الإقتصادية سيدفع المواطن الليبي ثمنها ، كما دفع سابقاً ، وفي حينها لم تتوقف شحنات النفط الى الغرب رغم فرض الحظر الجوي والعقوبات الإقتصادية . وبالتالي فإن تحميل فشل خطط النظام في التطوير الإقتصادي على تداعيات قرارات الحظر الجوي والمقاطعة ، هو تغطية لحجم النهب والفساد المالي الجاري . من قبل كافة المستفيدين والمتحلقين حول النظام . لذا فإن التصريحات الأميركية ليست مصادفة ، ولا تعبيراً عن مشاعر سياسية – إنسانية . ترى ماذا يعني تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السيدة كلينتون حول دور ما للقوى الإسلامية في مصر .. ؟ القوى الإسلامية في مصر هي بالتأكيد جزء من القوى السياسية المصرية ، بيد أن هذا التخصيص أو التحديد يطرح أكثر من علامة إستفهام حول حقيقة الموقف الأميركي ، والآفاق السياسية التي ترسمها إستراتيجتها لأوضاع المنطقة ؟
في تونس ومصر واليمن  وحتى الجزائر ، لم ترفع جماهير الشارع يافطة طائفية ، ولا شعارات سياسية قومجية ، بل رفعت شعارات تعبر عن تطلعات الشعب وحاجته الى الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وتوزيع عادل للثروة . وهي تندرج في إطار الطموحات الوطنية الديمقراطية التي تنازل عنها النظام العربي لصالح الغرب طيلة عقود من الزمن . هذا الغرب الذي حقق رفاهيته على حساب شعوب العالم الثالث ونهب ثرواته .
لم تلوح واشنطن ، أو الناتو ، بالتدخل العسكري في مصر أو تونس أو في اليمن . كما أنها لم تتحرك لدعم ونصرة المتظاهرين في إيران ...؟! فما معنى تلويحها الأن بالتدخل ..؟
ما يحتاجة الشعب الليبي هو وقفة تضامن جدية معه . فهذا شعب عمر المختار الذي عرف وخبر معنى النضال من أجل التحرر والإستقلال . لا نطالب الجامعة العربية بإتخاذ أية إجرءات ما ، فهي ذاتها تحتاج الى ثورة تتطيح بكافة رموزها من قياصرة وجنرالات .
نحن نطالب شعوبنا في المنطقة الى النهوض جميعاً وتطوير حركتها الجماهيرية ، نحو تصحيح الخلل ، وعدم المساومة السياسية على حقوقه ، لترحل حكومة الغنوشي ، وليرحل كافة رموز العهد البائد للنظام المصري . وليرحل النظام اليمني والسوداني ..الخ مطلوب تصحيح الخلل التاريخي ، وإعادة السلطة للشعب ممثلاً بدستور يحترم حقوق الإنسان والمرأة كمكون أساسي ، وديمقراطية تعددية تعتمد الشفافية والمحاسبة والمساءلة ، ومحاسبة كافة رموز الفساد والنهب طيلة العقود الماضية . والمساواة الإجتماعية بين كافة المواطنين . وتحقيق تنمية إقتصادية حقيقة . من خلال برامج جدية وواقعية وعملية ، وليس مشاريع على الورق .
شعوبنا اليوم هي التي تفرض إرادة التغيير ، وترسم خارطة المنطقة الجديدة . في كل مكان بدأ العد العكسي .. من موريتانيا الى بغداد ..ترى هل هذا ما يخيف واشنطن ومعها حلف الناتو ...؟
مرة أخرى نحذر من خطر التدخل العسكري الأميركي في الشأن الليبي ، فالعديد ممن كانوا محسوبين على النظام الليبي لأيام قليلة خلت ، أعلنوا إنشقاقهم عن النظام . وبعضهم ليس من موقع الحرص على مصالح الشعب الليبي ، ولا تضامناً مع ثورة الشعب الليبي ، بل من موقع معرفتهم أن النظام عملياً فقد مستقبله ، وبالتالي فهم حريصون على لعب دور ما في ليبيا المستقبل . وهؤلاء عملياً يفترض أن يقدموا لاحقاً الى محكمة الشعب على أدوارهم السابقة وما إقترفت يداهم وكدست جيوبهم . لا نريد إستباق الأحداث ، فما يرشح من معلومات وتسريبات ، حول ليبيا بعد القذافي يحتاج الى تعامل حذر كيلا تسرق الثورة ، كما يتحكم رئيس شرم الشيخ من قبره ، في الحركة السياسية لبعض أقطاب النظام المصري القديم في النظام الجديد .
ليبيا لا تعاني مشكلة كفاءات سياسية ، وتملك العديد من العناصر السياسية الواعية ، والتي نثق في إخلاصها لوطنها . لكن الأن حانت ساعة الحذر والتعامل مع الواقع ليس بالأماني والطموحات ولا بالوعود الغربية . بل بأجندة وطنية ليبية فقط تخدم مصالح الشعب الليبي ، وتؤسس لمستقبل ديمقراطي أفضل .


لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ..فقد تعلمنا كيف نحرر أوطاننا بسواعدنا.

2 التعليقات:

أفكار صائبة
الا أن السؤال الدي يبقى مطروحا هو
ما العمل ادا استمر اقدافي في ابادة شعبه ان هو جند كل أسلحته الفتاكة ومرتزقة مناطق الجوع بل حتى بعض العرب؟

هل حكام العرب والمسلمين يغيثون الشعب اليبي وهم يخشون ثورة شعوبهم عليهم.
الحكام العرب يريدون فشل الثورة الليبية كي يرهبوا الشعوب العربية الأخرى

لن يفعل حكام العرب شيئا.سيقبعون في ابراجهم يتفرجون و حينما تنتهي المهزلة يخرجون من مخابئهم ليعلنوا أتهم كانوا علبى دراية بماستؤول إليه الأحداث...مهما كانت النهاية.

إرسال تعليق

لمساعدتك على إدراج تعليقك بسهولة ، اتبع الخطوات التالية:
1- اكتب التعليق الذي ترغب فيه في الإطار الخاص بالأسفل.
2- تحته مباشرة عند عبارةالتعليق باسم،انقر السهم واخترالإسم/عنوان
3- يظهر لك إطار به خانتان أكتب إسمك أو إسمك المستعار ، وعنوان موقعك أو مدونتك.أو اترك خانةال URL فارغةإذالم تكن تملك موقعا.
4- انقر على كتابة تعليق.
وهكذا يصلني تعليقك.
وشكرا !!!!!

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More