Blogger news

تعديل

السبت، 26 نوفمبر 2011

كيف تفبرك الخنزيرة أخبارها


هذه صورة للضابط الروسي إيليا كورينيف و الذي كان يعمل مستشارا للعقيد معمر القذافي ، أجرت معه الصحيفة الروسية ارغومينتي نيديلي حوارا  كشف من خلاله بأن ما كان يبث عبر وسائل إعلام حول سقوط طرابلس لم يكن حقيقيا أو بالأحرى مفبركا فيقول: "شاهدنا مشاهد عن "انتصار" المتمردين التقطت في قطر. وكانت ديكورات الساحة الخضراء في طرابلس مقامة في صحراء قرب الدوحة. وكنا نعرف أسباب ذلك. فهذه المشاهد كانت بمثابة إشارة لهجوم المتمردين والمخربين. واثر هذه المشاهد بدأت "خلايا المتمردين النائمة" بإقامة الحواجز في كافة أنحاء المدينة، واقتحام مراكز القيادة وشقق الضباط، الذين لم يخونوا القذافي..".

ويقول أيضا:"هناك جوانب نفسية وإعلامية خطيرة جدا لها شأن في التحولات التي حصلت في ليبيا..كانت تحلق في سماء ليبيا بصورة دائمة طائرات أمريكية خاصة بالدعاية، تلقي مناشير. وتقدم قنوات "الجزيرة" والـ "بي بي سي" و" سي ان ان" ووكالة "رويترز" وغيرها ريبورتاجات استفزازية بعد تنسيقها مع المركز الإعلامي للناتو. والاحتمالات البديلة للأحداث وعملية الدعاية الخاصة تتمثل في "الهلع والغموض"، الشعار الدقيق جدا لعملية "الحامي الموحد".

نص الحوار من هنا





ديمقراطية قطرية



قطر، بلد الخنزيرة، عفوا الجزيرة معقل الديمقراطية و حرية التعبير تحكم الخناق على شعرائها،أين هي إذن الديمقراطية التي أوجعت رؤوسنا بهاعبر لسان حالها، الجزيرة؟  و سعت لتخريب بلدان لأجلها؟
قطر تعتقل شاعرا انتقد العائلة الحاكمة في أربعة أبيات إذ يقبع الشاعر محمد بن الذيب العجمي في السجن بسبب قصيدة اعتبرتها السلطات القطرية تحريضا على قلب نظام الحكم. ويقول محاميه الدكتور نجيب النعيمي ان موكله نفى التهمة وأنكرها لكن تم تمديد اعتقاله.
 وقد خلق سجن الشاعر المعروف خليجيا، بسبب قصيدة من أربعة أبيات انتقد  فيها شاعرا آخر، موجة من الانتقادات الحادة للنظام القطري، إذ تبادلت مواقع التواصل الاجتماعي نقدها لما أسمته بـ"ازدواجية المعايير" في قطر حيث يتم التبشير بحرية الرأي والديموقراطية في دول عديدة بينما لا تتم ممارسة ذلك في قطر نفسها.
الشاعر محمد بن الذيب العجمي
وكانت السلطات القطرية قد ألقت القبض على محمد الذيب بعدما اعتبرته قد أساء لرموز قطرية وتم عرضه على النيابة ثم زجه في السجن. وكانت قصيدة لابن الذيب قد راجت عبر موقع اليوتيوب اعتبرها القطريون مسيئة ومحرضة وتضر بعلاقة القبائل داخل قطر والخليج. وتشير مصادر قطرية إلى أن ابن الذيب قد تعرض لعائلة ال ثاني وكان يرد على قصيدة لشاعر قطري أخر هو خليل الشبرمي الذي حاز سابقا على جائزة شاعر المليون.




الخميس، 2 يونيو 2011

غراميّات حكام العرب و المسلمين .


من هو الرئيس العربي الذي أصيب بأزمة قلبية وهو في المخدع مع مطربة جميلة ومشهورة في الفضائيات ؟ ومن هو الرئيس العربي الذي يحب السباحة في بركة تضجّ بالشابات العاريّات من بنات الفرنجة ؟



يزدحم تاريخنا العربي والإسلامي بقصص مئات الحكاّم والرؤساء وولاة الأمور الذين كانت حرفتهم الوحيدة نكاح الإماء والجواري والحسان , بل إنّ بعضهم جمع بين نكاح الجواري والغلمان على حد سواء .
 ومنذ أن أزاح الدهاة و العصاة من الحكّام والأمراء المتقين و العارفين بالله من دوائر القرار فإنّ فنّهم الوحيد كان في إشباع الغرائز و الشهوات حتى بات الواحد منهم خبيرا في الجواري من مختلف الجنسيات العربيات والروميات والفارسيات و الهنديات , بل إنّ بعضهم لم يكن يكتف بالواحدة فكان يضمّ إلى مخدعه عشرات النساء فواحدة تدلّك وأخرى تحرك وثالثة تسقي خمرا وهلمّ جرّا , و لا يخلو كتاب تاريخي أو أدبي  من كتب السلف الصالح  إلاّ ويحوي سيرّا مجونية بكاملها لحكام أودوا بالأمة العربية و الإسلامية إلى الهاوية وتسببوا في معظم النكبات التي حلّت بأمتنا في وقت مضى .
 وحتى الفرنجة أدركوا ولع حكّام العرب والمسلمين بالجواري الحسان فراحوا يصدرّون لهؤلاء الحكام ذوات العيون الزرقاء و البشرات البيضاء واللائي قمن بدور كبير في إغراء حكامنا وإصطياد معلومات جبّارة في دوائر القرار والتي كانت تصل تباعا إلى عواصم الفرنجة .
 وفي الوقت الذي كان حكامنا الأوائل يشبعون شهواتهم كانت القلعة تلو القلعة في الجغرافيّا الإسلامية تتهاوى , و كانت هذه الجغرافيا تتناقص وتتقلّص , والأدوار تتراجع , وكثيرا ما كانت أكؤس الصبابة وصوت القياّن تحول بين الحاكم العربي و سماع سنابك خيول الفرنجة وهيّ تمزّق رقعنا الجغرافيا وتستبيح مدائننا الواحدة تلو الأخرى .
وحكام العرب والمسلمين اليوم لا يختلفون قيد أنملة عن النماذج التي جئنا على ذكرها بل زادوا على الأوائل في التفنن في ممارسة الرذيلة والقبح مع تصعيد سقف الرذيلة والفسق إلى ذروتهما مع وجود الحبّة الزرقاء و غيرها من الأدوية التي تتعاطى – بضمّ التاء – بشكل خاص بين كبراء القوم والتي لا يصل إليها العوام .
والقصص التي سأوردها تتعلقّ بحكام عرب مازالوا على قيد الحكم في سدّة صناعة  القرار وصورهم تملأ الدنيا والفضائيات ولا نريد أن نأتي على ذكر أسمائهم حتى لا يتعفنوا أكثر من عفونتهم وهؤلاء الرؤساء العرب هم من المغرب العربي والمشرق العربي على السواء .
لقد حلى لرئيس عربي مرموق أن يدعو إلى مخدعه مطربة عربية مشهورة – نصف المطربات يعملنّ في الدعارة الرسمية مع رؤساء وملوك وأمراء – وقد نجح مدير مخابراته في جلبها له , وقد لبّت الدعوة مسرورة بإعتبار أنّ المقابل سيكون كبيرا وأثناء قيامه بعملية تحرير القدس – تجاوزا – أصيب بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى المشفى العسكري فيما غادرت المطربة إياها قصره حتى لا تتضخّم المسألة .
 و عندما قام رئيس عربي آخر بزيارة أمريكا إصطحب معه لدى عودته إلى بلاده فتاة شقراء جميلة فطالبته زوجته بتطليقها وكان لها ما أرادت لأنّها أصبحت خارج الخدمة , و نفس هذا الرئيس كانت هوايته بأن يضغط على نهود القاصرات وكان هناك شخص مكلّف بجلب عشرات القاصرات إليه .
 أمّا آخر فكان يملك يختا رائعا وكان يتسلى بفض بكارات بنات المستضعفين من عباد الله ظلما وعدوانا , وهناك رئيس عربي تربّى تربية الملوك كانت هوايته أن يدخل على الخادمات و الطباخات و الوجيهات وهن في الحمام الجماعي  عاريّات ,  وكان يتسلى بهنّ وكان يوميّا يفضّ بكارة إحداهن إلى أن إلتقاه رئيس عربي آخر من دولة مجاورة لبلاده فقال له : أما آن لك أن تتزوّج , بمعنى ألا تكتفي بزوجة واحدة وتتقي الله .
وكان أحد الرؤساء وهو في قصر الرئاسة يدخل إلى غرفة خاصة ويضئ المصباح الأحمر في دلالة إلى أنّه مشغول , بينما ينصرف إلى إمتاع شهوته في قصر السيّادة .
 وقد نجح رئيس عربي آخر في إقامة علاقة مع فتاة فرنسية شقراء من أصل يهودي وكان يطبّع معها تماما كما طبعّ لاحقا مع الكيان الصهيوني .
و هناك رئيس عربي أصرّ أن يعشق فتاة مراهقة في عمر إبنته وأقسم ثلاثا أن يدخل بها , و إلا فما معنى الولاية على الأمة والرعيّة .
 وهناك رئيس عربي كان يجلس على كرسي وثير وهو يتفرّج على نسوة عاريات من مختلف الجنسيات وهنّ يسبحنّ أمام ناظره وبالتأكيد فإنّه كان يحمل مسبحة ويقول : سبحان الذي سخرّ لنا هذا !
وهناك أمير إبن أمير مشهور وخوفا من الإيدز فقد كلف فريقا طبيا كاملا لفحص الزانية الأوروبية قبل شحنها إليه في عاصمة بلاده ولا تحتاج عندها هذه وغيرها إلى كفيل لأنّ الآمر الناهي في هذه الدولة هو الذي طلبها شخصيا , والعجيب أنّ حكّام العرب اليوم يشبهون أجدادهم تماما فمثلما كان أجدادهم يتصيدون الشقراء الرومية والسمراء الفارسية و الشهلاء الهندية و الحوراء العربية فإنّ حكام العرب اليوم لديهم نفس الميول , فهناك أمير عربي نقد زانية إيطالية نصف مليون دولار , و آخر نقد جنية رومية مليون دولار , ومدّ هؤلاء حبالهم إلى كل أسواق العهر , فأصطادوا العاهرات وحتى صحفيات بعض الفضائيات لم يسلمن من تهتكهم وإستباحتهم للأعراض , وصرنا نرى بعض الكبراء في أفخم فنادق ستوكهولم يتصيدون الحسناوات السويديات المعروفات بخاصية الجمال العاليّة , وقد أدرك بعض اليهود هذه الميول لدى حكام العرب والمسلمين فأسسوا نوادي خاصة لمن يرغب من الكبراء في إرخاء العنان لشهوته , وهذه النوادي لا يدخلها أحد وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
والكثير منهم مصوّر في أوضاع مخلّة , وما لا يعرفه كثيرون أنّ بعض الرؤساء العرب وعندما يقومون بجولات لبعض العواصم العربية المعروفة برقصها وخلاعتها فإنّ البرتوكول غير المدوّن يقضي بإمتاع هؤلاء الرؤساء , وبعض أمراء الخليج كرهوا الرئيس العراقي صدام حسين لأنّه كان يصورهم وهم في مشاهد مخلّة بالأدب ويقوم بإبتزازهم بعد ذلك , وهناك رئيس عربي قال له وزيره :
سيدي الرئيس إنّ إبنك المصون إنتهك شرف إبنتي فأجابه الرئيس المصون :
 دع إبني يتسلى .
و في حفلة رسمية أقيمت في عاصمة عربية على هامش زيارة وفد إلى هذه الدولة , قام الرجل الأول بإصطحاب زوجة وزير الداخلية في البلد المضيف إلى مخدعه لأنّها كانت جميلة , دون أن ينبس هذا الوزير ببنت شفة , وبالتأكيد فسوف ينتقم من السجناء الأبرياء في اليوم التالي ليثبت أنّه صاحب نخوة وأرومة ومروءة .
وهذا غيض من فيض و نقطة في بحر من عهر حكام أوصلونا إلى ذروة السقوط , وما خفي كان أعظم !!

يحي ابو زكريا

*****

السبت، 28 مايو 2011

أكثر ما يزعج مثقفي الغرب




حوار شيق و مثير قرأته بصحيفة القدس العربي، و رأيت أن أشارك القراء متعته.اجرت الحوار: سميرة المنسي
يمكنكم قراءته كذالك على شكل pdf.
************
 نادرا ما تتطابق شخصية مفكر مع موضوعاته كالفيلسوف والمحلل النفسي والناقد السينمائي السلوفيني سلافوك جيجيك، فهيئته توحي بأنه قادم للتو من أدغال الثوريين القدامى، أو لا يزال ثابتاً في إطارالصورة النمطية التي شكلتها كتب التاريخ عن جنون الفلاسفة.


ولعل سخريته اللاذعة من الحدود المفروضة على مفاهيم حق الاختلاف التي رسمتها ثقافة ديمقراطية العولمة وما بعد الحداثة في أي سجال ديمقراطي، بالاضافة الى اطروحاته حول مناطق اللاشعور التي لا يوجد فيها حسب نظرياته وعي زائف ووعي حقيقي، لأن الوعي بحد ذاته يكتنفه الغموض، هي من الاسباب التي جرَت خلفه ألقابا مثل، اكثر الفلاسفة المعاصرين شهرة واثارة للجدل، ونجم الفلسفة المتمردة، وفيلسوف يرفض الحوار الفلسفي، وفوضوي ماركسي يعترف بأن نهاية الرأسمالية لا يعلم بها غير الله.
يراهن سلافوك جيجيك على التغيير الراديكالي، ويصف نفسه بمبعوث الفيلسوف الفرنسي آلن باديو في تحرير نظرياته الفلسفية من الأقبية الاكاديمية، كي تساهم في قراءة معضلات حياتنا اليومية، وما يساعده في إتقان هذه المهمة هو تناغم قدرته الفطرية الفائقة مع مهاراته في توظيف الفلسفة وعلم النفس لفرض تصور مغاير للأشياء وصدم كل ما هو مألوف في الثقافة السائدة.
غالبا ما يستخدم جيجيك السينما لاضاءة السياسة فهو يقول مثلا: تقوم هوليوود اليوم بدور مراسل صحافي من الجبهة الايديولوجية الامريكية، يستدرج المشاهد ليشارك في سرد عدم اليقين الذي يعصف في دوافع الذات الانسانية، وبما ان الشك عنصر أساسي من عناصر الموضوعية، فلا بد له من ان يظهر في الشخصيات ( التي الى جانبنا) وهذا ( الصدق) يكشف بتقنية ذهنية وبصرية عالية ( جانبنا المظلم) غير ان الاضاءة تحجب قراءة ما يدور في أعماقه، وفي المقابل فان أعداءنا ليسوا بشرا بل آلات قتل ومتصالحين بالكامل مع رغبات الانتقام. وجميع هذا يحشره الجيش الاسرائيلي ووسائل إعلامه دفعة واحدة في شخصيات عملاء الموساد الذين يطاردون الارهابيين الفلسطينيين المهووسين بالانتقام. حينما نشاهد هوليوود الاسرائيلية لا يمكن ان نشعر بشيء آخر غير البغض الشديد تجاه شخصيات الموساد الذين يقومون بدم بارد بقتل الفلسطينيين ومن دون حضور أي دافع من دوافع الذات وعدم يقينها، فهم غير مضطرين لتفسير ذلك لأن ( قمنا بواجبنا) تعني تحليل سياستنا العسكرية التي تحتم علينا تقديم الصدق الواقعي وليس إظهار الرحمة، مثلما يحتم على العالم ان يفهم ان الجندي الاسرائيلي ليس قاتلا ولا بطلا، وانما هو بشر وقع في مصيدة التاريخ والحرب كما أننا لن نسمح لوحشية الحرب ان تعرقل ممارسة حياتنا الحميمة.
ولد سلافوك جيجيك في سلوفينيا وهي احدى جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي السابقة عام 1949، وأصدر عشرات الكتب منها: الالتزام الصعب، ومن قال شمولية، الدمية والقزم، مرحبا بكم في صحراء الواقع، وآخرها مرحبا بكم في الزمن المثير، وهو العمل الذي سبق حضوره الصاخب الى بوليفيا ليفتح باب النقاش قبل أيام حول رؤيته للمتغيرات العالمية الراهنة والتي يمكن اختزالها في عبارته: التغيير الجذري اصبح اليوم ممكنا .

وفي هذا الحوار الخاص وافق ضاحكا على طلب حصره في رؤيته السياسية للثورات العربية وعلى محاولة عدم التقافز بين نظرياته الفلسفية حتى لا أكتشف لحظة انتهائه من إثبات إحداها بأنه قد انتهى فعلا من عرض نقيضها.

* كيف ترى المشهد التالي: تصحو الشعوب العربية فجأة، فيصبح المستحيل ممكنا في العالم العربي. يسقط طاغية تونس ثم طاغية مصر، ينشغل المجتمع الدولي في المراهنة على سقوط الطاغية التالي، يستشرس القذافي ويذكر الولايات المتحدة بأن الديكتاتوريات هي حصنها الوحيد ضد القاعدة وإرهابها الاسلامي، لا تجيبه واشنطن، فيعلنها حربا مقدسة ضد الغزو الصليبي، تستيقظ دول تحالف الناتو من ذهولها وتنسى انها تشكل 70 ' من الاحتياط العسكري في العالم، وتقرر ارسال قواتها الخبيرة في اشعال الحروب في افغانستان والعراق لانقاذ شعب ليبيا، وترسل في الوقت نفسه القوات السعودية لانقاذ حاكم البحرين من شعبه. يدور رأس الانسان العربي، وعوضا عن متابعة مسيرة ثورته الطبيعية في اليمن وبقية الدول العربية، يقف وينتظر كيف ستقسم الحرب الاهلية ليبيا، ومتى ستبدأ قوات حلف الناتو في تثبيت حكم الأنظمة الملكية عبر سورية؟

* هذا المشهد يستدعي مقولة: اننا نرى الشر يرقص على انقاضه، فالغرب الذي الغى ارادة الشعوب العربية وتحالف مع طغاتها، ها هو يلتف على ازماته، ويحاول اقناع الشعوب العربية بأنه يرقص معها على انقاض طغاتها وليس على انقاضه هو، وكي تتضح الصورة علينا النظر الى كابوس الغرب الجاثم في المملكة العربية السعودية.
أتعرفين؟ عندما خلق الاستعمار المملكة العربية السعودية، بناها بطريقة يستحيل معها الالتقاء بأي شرط من شروط العداله الانسانية، وركبها بحيث نظل نرى فيها مسخ الرأسمالية البشع وهذا ما اقوله دائما للامريكيين: ان اردتم مواجهة أزماتكم، إذهبوا الى السعودية، هناك ستلتقون بها.
لقد صدمت عندما نشر موقع ويكيليكس الوثائق التي بينت كيف ضغطت السعودية على واشنطن من اجل ضرب ايران، وصدمت اكثر عندما تذكرت كيف ساعدتها قبل سنوات على تسليم العراق برمته الى ايران. السعودية كمشروع استعماري لن تستطيع العيش في مناخ طبيعي،لان وجودها يغذي ويتغذى من ديمومة الصراعات الطائفية.
القضاء على الارهاب الاسلامي وضمان حقوق المرأة في العراق وافغانستان كانت رواية الولايات المتحدة الامريكية الرسمية، ولكن سياستها الحقيقية هي إنتاج الارهاب والتطرف بأشكاله المختلفة، سواء كانت دينية او عرقية او قومية. وخلق سعودية ثانية وثالثة، ويجب ان لا ننسى ان هناك باكستان وهي اشد منفذي برنامج أسلمة التطرف بتمويل سعودي.
عندما اندلعت الثورة المصرية تمنيت ان يتسع ميدان التحرير ويصل السعودية، ففي هذه السعودية الشاذة عن جميع الاعراف السماوية والأرضية لا يتحدث احد عن الفساد، لماذا؟ لانهم لا يحتاجون الفساد هناك، فالملك يملك كل شيء، عاد من رحلة علاجه ولم يفهم ان للشعوب مطالب اسمها حرية وعدالة فأمر وزارة الداخلية باستحداث آلاف الوظائف العسكرية، و بصرف مبالغ للعاطلين عن العمل من ميزانية مجهولة، هل لها اسم عندكم؟

* ربما ميزانية ( أعطه يا غلام ).

* جيد، هذا هو، في البلاد الاخرى يوجد رؤساء يسرقون، ولكن ملك السعودية لا يحتاج للسرقة لانه مالك البلاد واهلها ... ما هي الصورة التي يعرفها العالم عن الشيوخ والامراء العرب؟.. انهم يفضلون في الوقت الحالي العاهرات الروسيات والاوكرانيات. في زيارتي الاخيرة الى الخليج، قال لي اصدقائي: انظر الى تلك السيارة، انها مخصصة لجلب العاهرات للامراء السعوديين وتأمين كل ما يحتاجونه من مخدرات وغيرها.
إن الدوافع الانسانية المفاجئة التي ساقتها قوات الناتو خلفها لاحتلال ليبيا، تشبه نادرة حدثت خلال الحرب العالمية الاولى، فقد بعثت ثكنة ضباط الجيش الالماني برقية الى ثكنة ضباط الجيش النمساوي في ذلك الوقت تقول: الوضع في جبهتنا كارثي، ولكنه ليس جديا، وكان رد ثكنة ضباط الجيش النمساوي: الوضع في جبهتنا جدي ولكنه ليس كارثيا
بهذه الصورة يعطي الغرب اولوياته. واذا سألنا ماذا تفعل قوات دول حلف الناتو في ليبيا، نجيب هو ما تفعله القوات السعودية في البحرين، وما تمر به شعوب الدول العربية الاخرى قد يكون جديا ولكنه ليس كارثيا، ووضع شعب اليمن ليس كارثيا ولا جديا. المشهد مثير للغاية، وربما نصبح في الايام القادمة شهودا على مرحلة لا تصدق وتتصف بالجنون الكامل.. هل يتوقع احد ان ترسل الامم المتحدة قوات حلف الناتو لتحرر الشعب السعودي والشعب البحريني من طغاته؟ لا ضرورة لذلك، فالقواعد العسكرية الامريكية موجودة هناك وحرية تلك الشعوب ايضا.
حمى التغيير الدائرة في الوطن العربي تكشف الوجه الحقيقي لديمقراطية الغرب، وحربه على ما يسمى بمحور الشر والارهاب الاسلامي. هل نعرف أحدا كان إرهابيا قبل ان تجنده المخابرات الامريكية ؟ والغريب ان الجميع يعرف ذلك، ويعرف كيف تخلق الولايات المتحدة أعداءها ولماذا تتخلص منهم. اظن اننا نقترب من ولادة مرحلة جديدة وخطيرة، وحتى ندخل فيها يترتب على يساريي العالم اولا تشييد تمثال ضخم لجورج بوش، لان سياسته الحمقاء، أطاحت بالهيمنة الامريكية ودمرتها.

* هل لا تزال ثورة الشعب الليبي تحمل اسم الثورة بعد ان حملت سلاح حلف الناتو ؟؟
* لا ادري، ولكن ما يحدث استطيع تسميته بالتوازن الكارثي، لان الثورات العربية تمر في الوقت الراهن بمرحلة لا احد يستطيع المراهنة على نتائجها، ولكنها بكل تأكيد بارقة امل تشق طريقها بثبات لقلب دور العالم العربي الذي عمل الغرب على ترسيخه طوال الحقب الماضية، إذ كان مجرد جدار عازل سد الطريق أمام أي تغيير محتمل داخله، أو ليعبر من خلاله الى مناطق اسيوية وافريقية اخرى.
واعتقد ان مصيبته الاساسية هي افتقاده القاعدة اليسارية العلمانية، واتمنى ان يتدارك الشعب العربي ذلك وخاصة في ليبيا ويسعى الى احداثها، حتى لا يقع فريسة السياسة الدولية كما حدث في افغانستان الثمانينيات، وعليه ان يتعظ من فشل التجربة الاشتراكية في اوروبا الشرقية التي اكتفت بالوصول إلى السلطة.
الفيلسوف الفرنسي آلان باديو وضع ثلاثة اشكال مختلفة لفشل الثورة: الاول ـ يتمثل في هزيمتها المباشرة من قبل عدو يسحقها ويخضعها ببساطة تحت سيطرته، والثاني ـ يتمثل بالهزيمة التي يقودها النصر نفسه وذلك حين تتبنى الثورة المنتصرة مشروع عدوها ليصبح نظام ثورتها الداخلي، والثالُث ـ حين تصبح سلطة الدولة التي ناضل الشعب ضدها هي هدف الثورة لتنفيذ طموحات الشعب، وفي هذه النقطة يكمن فشل الثورة الحقيقي وربما الساحق، والتعريف الفطري الصحيح له هو: اكتفاء أي ثورة بالوصول الى سلطة ترسخ فيها كل طاقاتها، يعادل خيانتها، لانها فشلت في استحداث بديل حقيقي لنظام اجتماعي وسياسي مرتبط بتفاصيل مجتمعها اليومية، وفي تبني استراتيجيات متواضعة وبسيطة بعيدة عن السلطة، تعمل بآلية شعبية مؤثرة هدفها التغيير الجذري والحازم.
أرى في الثورة المصرية انطلاقة تمرد الشعوب العالمي، وفيها ايضا تتحدد هويتنا جميعا، وبقدر وضوحها توضحنا، ولا تحتاج لتحليلات محللين اجتماعيين أو سياسيين، وهي على العكس من الثورة الخمينية في ايران التي لم يجد اليساريون الايرانيون في ذلك الوقت طريقا اخر غير ارتداء عمامة الخميني لتهريب ايديولوجيتهم. في تونس ومصر كان الامر عكس ذلك، لقد اضطر الاخوان المسلمون الى اخفاء عماماتهم، وتبني خطاب العدالة الاجتماعية والحرية العلماني، لم يجدوا مفرا من ترديد لغة المتظاهرين العلمانية وهذا برز جليا بالصلاة المشتركة في ساحة التحرير التي توحد فيها المصري المسلم والمصري القبطي، تلك الصلاة كانت الاجابة المثلى على رفض الشعوب العربية لأي عنف ديني وطائفي أنتجته حكوماتهم وسوّقه محافظو اوروبا الجدد. ثورة تونس ومصر رد صريح على ان العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية والحرية هي التي تطالب بها الشعوب وليس الحرية الفردية أو حرية السوق الحرة. ومن جانب اخر عبرت ثورة مصر عن رفعة التضامن بين متظاهري ساحة التحرير ومتظاهري عمال ولاية ويسكونسين الامريكية في نضالهم الذي لا يعرف عنه الكثيرون ضد حاكم الولاية ومشروعه الفاشي في القضاء على حقوق التقابات العمالية.
ان خيار الشعوب الوحيد في هذه الاوقات المثيرة هو الوحدة وفعل كل شيء يبدو مستحيلا ضمن النظام السياسي القائم، والايمان بان الواقعية لن تتحقق الا بطلب المستحيل، ومصر وتونس علمتنا ذلك.
كل ما ارجوه هو تغيير حقيقي ينهي هذه المرحلة المؤلمة من تاريخ الشعوب العربية، لتستطيع شق مستقبلها بديمقراطية، ورغم عدم تفضيلي لما تسوقه مفردة ' ديمقراطية' لانها تفتح الابواب حتى نقول: الديمقراطية تعني الديمقراطية الغربية، والديمقراطية الغربية تمر في أزمة حقيقية؟؟ وان سألنا، بأي معنى؟ نجيب: لانها فرغت من محتواها وهذا الامر قد لا نلحظه بسهولة، بسبب ديمقراطيتها التسويقية ، وبهذه المناسبة أحب دائما ذكر التالي: قبل اسبوع من الانتخابات البريطانية الاخيرة، ليست التي خسرها توني بلير، بل التي فاز بها، كنت في بريطانيا، وشاهدت محطة تلفزيونية تجري تصويتا بين مشاهديها على اكثر شخصية سياسية يكرهها الشعب البريطاني، اجمع الناخبون على اسم توني بلير، وبعد مضي اسبوع فاز توني بلير ـ اكثر شخصية سياسية يكرهها الشعب البريطاني بالانتخابات العامة، وهذه اشارة واضحة تؤكد فشل الانتخابات البرلمانية على قياس رأي الشعب واختياراته.
وقبل أشهر أعاقت الحكومة البريطانية تنفيذ اصلاحات تربوية، فقام الطلاب باحتجاجات اتسمت بالعنف والمواجهات مع رجال الامن. هذه اشارة اخرى تؤكد ان الديمقراطية الرأسمالية لا تقيس نبض الشعب ولا تقترب من مطالبه الحقيقية، لذلك خرج الطلاب الى الشارع لعرض مطالبهم، وسوف يخرج طلاب اوروبا وشبابها الى الشارع مرة ثانية وثالثة، ليقولوا: لا عمل لدينا ولا أمل.

* ولكن السؤال المطروح حاليا هو: ماذا سيحدث غدا؟ ومن سيجني ثمرة الثورة العربية السياسية، خاصة وان هناك آراء تقول ان موافقة العالم العربي على دخول قوات حلف الناتو ليبيا، أوقع الثورات العربية في دائرة الفوضى الخلاقة لما بعد شرق اوسط جديد التي صاغتها الولايات المتحدة في عهد بوش الابن وبدأت في تنفيذها بعهد اوباما ؟
* ربما، فكل شيء يدل في الوقت الراهن على عولمة الحروب الاهلية لتحل محل نظام العولمة الذي خضعت له ملايين البشر في الحقبة الماضية، ويدل أيضا على طلاق وشيك بين الديمقراطية والرأسمالية الذي تكشفه حالة الطوارئ المعلنة في الولايات المتحدة واوروبا ضد الهجرة غير الشرعية، لأن الرأسمالية في أزماتها تتخلى عن ديمقراطيتها. الجميع يعرف كيف تخلت الولايات المتحدة عن الديمقراطية حينما عاقبت كل من رفض الحرب على العراق، وحينما تطابقت مصالحها مع مصالح البنوك إبان ازمتها الاقتصادية عام 2008، في ذلك الوقت كان على الجميع نسيان الديمقراطية لأنها لا تحل الازمات. ربما بعد عولمة الحروب الاهلية، ستجد الولايات المتحدة الوقت الكافي للحديث عن الديمقراطية وعن غيابها هنا وهناك.

*هل تتفق مع الرأي القائل ان تعاطف مثقفي الدول الغربية مع متظاهري تونس ومصر بدأ عندما تأكدوا ان فلسطين غائبة من قائمة احتجاجاتهم؟
* ولهذا، هو تعاطف كاذب ومخادع، لانه نابع من ثقافة المؤسسة الاستعمارية وشروطها،
والدليل على ذلك الصراع الدائر بينهم حول كيفية تحويل مجرى ثورة الشعوب العربية لما يخدم المصالح الغربية. العالم أصبح متأكدا من ان الثورة العربية سينبثق عنها نظام دولي جديد، والغرب يعمل على تأويل ثورات الشعوب العربية واحتوائها في أجندته، ويعمل مثقفوه في هذه الاثناء على تحديد سقف ثورات الشعوب العربية بالديمقراطية الرأسمالية، ويقولون الشعوب العربية تريد فقط تطبيق ما عندنا: الديموقراطية البرلمانية الرأسمالية الليبرالية، ولأنها لا تملك أيديولوجية سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة سوف تطبق الديقراطية الغربية. هذا النفاق برز ايضا خلال الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة الايرانية، فقد انبرى مثقفو الغرب في الدفاع عن المعارض الايراني حسين موسوي، وعندما اتضح لهم ان الرجل ليس مغرما بالليبرالية البرلمانية الغربية وانما يكافح من اجل ثورة ايرانية حقيقية، رفعوا أيديهم واقلامهم عنه وقالوا: الموسوي يتفق مع الخميني ويعارض احمدي نجادي.
اكثر ما يزعج مثقفي الغرب هو الاعتراف بان وراء الشعوب العربية ثورة عربية اصيلة، لانهم يعتبرون أي تغيير تطالب به المجتمعات الدولية يجب ان لا يخرج من نطاق الديمقراطية الغربية الرأسمالية، وغير ذلك لا يسمونه تغييرا، وانما تعصب قومي أو تطرف ديني.
إن الخطر الاكبر يكمن في تصديق وهم الديمقراطية الغربية وتحديد مبادئها الرأسمالية كصيغة نهائية لكل حركة تغيير تطالب بها الشعوب وذلك بهدف إجهاض أي محاولة لتغيير أسسها بشكل جذري، واعتقد ان الشعوب العربية تحتاج في هذه المرحلة الى التحالف مع المعارضة الايرانية، خاصة في ظل الفراغ الهائل الناجم عن غياب مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب اليسارية الفاعلة، ومن غير ملء هذا الفراغ ستقع ثوراتهم في الهيمنة الغربية وسياستها الدولية الليبرالية، ومن افرازاتها التطرف الديني والطائفية التي لم تنته بعد في العراق وافغانستان.

* اذا، هل اعتبار الديمقراطية الرأسمالية الاطار النهائي والمحدد لكل حركة تغيير تطالب به الشعوب هو الذي دفع مثقفي الغرب إلى إعلان حالة الطوارئ لحماية ديمقراطية اسرائيل من حرية الشعب العربي؟
* بكل تأكيد، لقد قلت مثقفي الغرب وهذا يعني ان هناك ثقافة، وأول إنتاجات ثقافة الديمقراطية الرأسمالية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هي ثقافة الخوف من تهمة معاداة السامية التي اراحت ضمير المجتمع الغربي من محاسبة جرائم اسرائيل، كما اراحت ثقافة الخوف من تهمة الانتماء للشيوعية من محاسبة الولايات المتحدة على جرائمها في شتى بقاع الارض. ومن أبرز انتاجات ثقافة الديمقراطية الغربية اليوم، ثقافة الخوف من المهاجرين والاسلام. اوروبا الشرقية وأوروبا الغربية كانت تخضع حتى وقت قريب لسيطرة حزبين رئيسيين هما حزب اليمين ( الديمقراطي المسيحي المحافظ الليبرالي الشعبي الخ) وحزب اليسار ( الاشتراكي الديمقراطي الخ) أما اليوم فان حزب اليمين هو من يتصدر الواجهة، ومن أجل نشر ثقافة عولمته الرأسمالية تسامح مع قضايا مثل حق الاقليات الدينية والقومية ودعا الى الحرية الفردية مثل الاجهاض والحرية الجنسية أي بمعنى إعطاء الشخص حق النوم مع كلبين، ولكن ليس من حقه الانتماء لاي افق سياسي خارج المنظومة، ومن جانب آخر بدأ بتأسيس ودعم ميليشيات يمينية متطرفة لترويع المهاجرين وطردهم ،واكبر مثال على ذلك ايطاليا برلوسكوني، حيث اصبحت فوبيا الخوف من المهاجرين المطلب الوحيد الذي يحرك الناخب الايطالي عند صناديق الاقتراع.
أظن ان اللحظة المناسبة قد حانت لتدرك شعوب الدول الغربية، لماذا تهدد الديمقراطية الحقيقية حريات الشعوب، ولماذا لا يمكن لاسرائيل العيش الا في محيط مقموع، ولماذا لا نفهم ان حرية الشعوب العربية هي الطريق الوحيد من اجل رؤية مصير ابعد من معاداة السامية. اسرائيل بالمناسبة تكشف يوما بعد يوم عن وجهها الحقيقي، فهي دولة مغلقة على طائفيتها، ومن يحاول انتقادها يتهم فورا بمعاداة السامية، وهذا ما حدث معي عندما كتبت عن طائفية اسرائيل في صحيفة ' ليموند'. أنت فلسطينية وتعرفين ان اكثر ما يصيب اسرائيل بالهستيريا ويوقعها في حالة هذيان هو رؤية فتاة اسرائيلية برفقة شاب فلسطيني. هذه الظاهرة تحاربها دولة اسرائيل بكل الطرق، وفتحت مراكز الصحة النفسية لمعالجة هذه الفتيات من ميولهن العاطفية تجاه الرجل العربي. وهذا يطرح السؤال التالي: ماذا يحدث لو لم يحدث شيء، والاجابة: لا شيء ومن هذا اللا شيء لا احد يرى حجم الصراع الحقيقي، لان تحايل اسرئيل القذر وتسويق الغرب لديمقراطيتها، حشر جرائم دولة اسرائيل في زاوية ( نزاع متبادل بين طرفين).عندما كنت أقول لاصدقائي الاسرائيليين اليساريين، أنظروا ماذا فعلت بكم إسرائيل، لقد سمحتم لها ان تحول ما قدمه اليهود عبر العصور الى جرائم عنصرية، كانوا يجيبونني: قد يكون صحيحا اننا نضطهد الفلسطينيين، ونحرمهم من حقوقهم، ولكن هذا لا يعني ان نسمح لهم كل يوم بإسقاط قنابلهم فوق رؤوسنا؛ لماذا لا يقبلون التعايش معنا؟ ولماذا لا يكفون عن ممارسة الارهاب ضدنا؟ ولكن بعد نشر موقع ويكيليكس الحقائق التي تؤكد ان السلطة الفلسطينية في رام الله قدمت من أجل هذا التعايش الكثير، وكانت كريمة للغاية وبطريقة لم يتوقعها احد، جاء رد هؤلاء الاصدقاء: في نسيان غزة ستصبح الامور افضل مع الضفة الغربية، وفي هذا الاتجاه المرعب تريد إسرائيل ان يسير مصير الشعوب العربية.




تخوفات السعودية

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن السبب وراء رفض السعودية للثورة المصرية وسعيها لحماية الرئيس حسني مبارك هو خوفها على دورها الديني في العالم، حيث تخشى المملكة من أن تقدم جماعة الإخوان المسلمين -التي يتوقع أن تهيمن على الأمور في مصر الجديدة - نموذجا للشريعة يختلف عن النهج الوهابي الذي تقدمه المملكة، الأمر الذي يضر بمكانتها الدينية في العالم.

وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة :" بعد إطاحة الثورة بالحليف الأول للسعودية في المنطقة حسني مبارك سعت المملكة لعدم محاكمته وتشددت في طلبها، إلا أنها غيرت رأيها وسعت لتحسين العلاقات مع مصر الجديدة في محاولة لتفادي قيام جماعة الإخوان بتقديم عرض جيد في الانتخابات البرلمانية المقبلة وبالتالي سيطرتهم على الأمور، فالسعوديون قلقون من أن يلحق الضرر بالشرعية السعودية من خلال تقديم نموذج للشريعة الإسلامية يختلف عن النموذج الوهابي الذي تقدمه المملكة".

ونقلت الصحيفة عن عبد العزيز الجاسم، وهو محام سعودي قوله "إن نموذج آخر للشريعة في المنطقة يجب أن يقاوم، لأن هذا سوف يخلق صعوبة كبيرة.. أنا واثق من أن السعوديين لا يحبون هذه الموجة الثورية".

وتابعت الصحيفة أن السعوديين يكرهون الثورة المصرية لأن سياسة مصر الخارجية قد تتحول مع تحسن علاقاتها بحركة المقاومة الإسلامية حماس، وخططها لتحسين العلاقات مع إيران، كما أن العاهل السعودي الملك عبد الله لديه مصلحة شخصية في حماية مبارك، بحسب محللين.




وأوضحت الصحيفة أن الربيع العربي كشف ضعف تحالف ما يسمى بدول الاعتدال العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر، والتي كانت على استعداد للعمل عن كثب مع الولايات المتحدة وتعزيز السلام مع إسرائيل، كما أن الدعم الأمريكي للثورات العربية وتر العلاقات مع السعودية.

وبحسب الصحيفة، فقد ظهر توتر العلاقات السعودية مع واشنطن في مقال رأي نشر مؤخرا لكاتب سعودي في صحيفة "واشنطن بوست" جاء فيه إن الرياض مستعدة للمضي قدما في الحياة وحدها، لأن الولايات المتحدة قد تصبح "شريكا لا يمكن الاعتماد عليها".

وتشير الصحيفة إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية التي كانت قائمة منذ فترة على مبدأ النفط مقابل الحماية من غير المرجح أن يتم استبدالها قريبا، فالمملكة تتفاوض لشراء أسلحة أمريكية بقيمة 60 مليار دولار، والرئيس أوباما، في خطابه الأسبوع الماضي يطالب حكام الشرق الأوسط المستبدين بالرضوخ للمطالب الشعبية للديمقراطية، ولم يشر بشكل ملحوظ للمملكة التي كان يجلس سفيرها عادل الجبير بشكل بارز في الصف الأول.

وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول إن السعودية مع كل انتفاضة تسعى للتعامل معها بشكل منفرد، ففي البحرين لجأت للقوة وأرسلت قوات لسحق التمرد الشيعى لأنها تخشى من خلق كوتة للشيعة على بعد نحو 20 ميلا فقط من بعض حقولها النفطية، وقد سعت للدبلوماسية في انتفاضات أخرى، وبقيت على الحياد في أخرى، كما لجأت إلى المال لمساعدة البحرين وسلطنة عمان على الاستقرار.

السبت، 14 مايو 2011

اكتشف كيفية استعمال فايسبوك




 
لا شك انك سمعت بفايسبوك، هذا إن لم يكن لك صفحة خاصة و أصدقاء تتبادل معهم الصور و الفيديوهات ، والتعاليق الهامة و التافهة في اغلب الأحيان.
ثم ؟ هل هذا هو كل ما تستطيع فعله في الفايسبوك؟ لا شك انك تساءلت مثلما فعل الجميع عن ما يمكن فعله بمثل هذه الشبكات الإجتماعية.
الألاف من الناس تسجل يوميا في فايسبوك و تفتح صفحات جديدة.و الكثير لا يزال يجهل الطاقات و الإمكانات التي يمكن استغلالها إذا ما عرفنا كيفية استعمال هذه الشبكة الاجتماعية.


ان فايسبوك هذا، يمكنك من مقابلة صديق قديم فرقت الأيام بينك و بينه ، خلق صداقة جديدة لم تكن تتوقعها، انشاء تجارة لم تكن لتحلم بها في واقعك، كما يمكنه اشعال شرارة ثورة و زعزعة نظام كابس على الأنفاس، مع عدم نسيان استعماله لتبادل صور يراها البعض مخزية بينما يعلقها آخرون على جدران غرفهم.

أن كنتم تتقنون الفرنسية فقد اتيتكم بما يشفي غليلكم ، و يفتح لكم الطريق نحو استغلال الفايسبوك هذا أحسن استغلال.
كتابان مهمان :



 اما ان كنتم "زرقا" في الفرنسية ، فلا أقول لكم سوى انتظروني في تدوينات آتية حيث سأترجم محتوى الكتابين تباعا.






السبت، 19 مارس 2011

ظاهرة العنف في العالم العربي (الأسباب والدوافع !)

يحي أبو زكريا



تحولّت ظاهرة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي على وجه التحديد إلى أعقد ظاهرة سياسيّة و أمنيّة و إجتماعيّة , وقد أنتجت هذه الظاهرة سلسلة لا مثيل من الدراسات والمقالات و الإنشغالات الفكريّة والبحث عن الجذور التاريخية و السياسية لهذه الظاهرة , و ما كتب عن هذه الظاهرة هو أضعاف ما كتب عن المشروع النهضوي والتنموي في واقعنا العربي والإسلامي حيث بحث ثلّة من مفكرينا في آليات النهضة و مرّت بحوثهم بدون عناية فكريّة تذكر ربمّا لأنّ الذاكرة العربية والإسلامية مصابة بخدوش خطيرة وربمّا لأننا لا نولي المشاريع الكبرى أهميّة تذكر .
ولعلّ أهم المراكز التي تناولت ظاهرة الإرهاب بالبحث و التنقيب هي مراكز الأبحاث و المعلومات التابعة لدوائر الإستخبارات العربية والغربية و تليها مراكز الدراسات الإستراتيجية ذات الإرتباطات المتعددّة ثمّ المراكز الإعلامية ودور النشر والمنتديّات الثقافيّة. ولأننّا منشطرون دوما حتى في فكرنا وثقافتنا ومشاريعنا فإنّ البحوث التي وضعت حول ظاهرة الإرهاب هي الأخرى منشطرة حول نفسها , فللسلطات وأدواتها الفكرية والإعلامية رأي في هذا الموضوع وللمعارضات رأي وللباحثين آراء مختلفة . والقراءة المتأنيّة و الإستقرائيّة لمجمل ما كتب حول الإرهاب وجذوره تفضي إلى تعداد مدرستين مختلفتين حول الإرهاب وجذوره , فالمدرسة الأولى وهي المدرسة الرسمية السلطويّة فترى سواء عبرّت عن ذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر أنّ النص القرآني وتراكمات التاريخ الإسلامي و الأصولية الإسلاموية الظلامية بتعبير الخطابات السلطوية الرسمية هي التي أنتجت الإرهاب وأفرزت فكر التكفير و الحكم على السلطة أحيانا وعلى المجتمع أحيانا أخرى بالردّة وبالتالي مشروعية قتال المرتدين , ويذهب هذا الخطاب الرسمي إلى أنّ الذين يمارسون العنف ضدّ السلطات القائمة ينطلقون من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وسيرة السلف الصالح ويسقطون كل ذلك على الواقع المعيش ولعلّ أبرز آية تستخدم لشرعنة العنف ضدّ السلطات هي آيات سورة المائدة :
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون وفي آية أخرى هم الظالمون , وما إلى ذلك من الآيات . ولتقزيم أصحاب هذا الإتجاه تعمد السلطات إلى إستمالة أصحاب الطرح الإسلامي المعتدل و تحاول وأد تيّار العنف من خلال الحصول على الشرعية من المعتدلين والمتخندقين في خطّها مقابل بعض المناصب هنا وهناك وبعض الإمتيازات التي يحضى بها رجالات القرار دون غيرهم .
ومقابل هذه المدرسة الرسمية التي تعطي للإرهاب بعدا دينيا هناك مدرسة قوامها مفكرون مستقلون ومعارضون وباحثون إجتماعيون وسياسيون يرون أنّ إرهاب السلطة هو الذي أنتج إرهاب المجتمع , وأنّ الديكتاتورية والتسلط والقمع والممارسات العدوانية والوحشيّة للحاكم وحاشيته هي التي أنتجت الإرهاب بدليل أنّ معظم الذين أطلقوا خطابات محاربة السلطة تعرضوا إلى أقسى أنواع التعذيب في السجون السلطوية , فبعضهم تمّ الإعتداء على كرامته وشرفه , وبعضهم تمّ حرمانه من نعمة الذريّة والإنجاب بالطرق المعروفة , ولا يمكن أن تلجأ السلطات الحاكمة في العالم العربي و الإسلامي إلى مصادرة مقدرات الشعوب و تسيّر الشعوب على أساس أنّها شعوب قاصرة مراهقة يتيمة تحتاج دوما إلى سوط الحاكم ليستقيم أمرها دون أن تتوقّع معارضات وردود من قبيل ما نراه في عالمنا العربي والإسلامي .
وفي نظر هذه المدرسة فإنّ إنعدام الحريّة السياسيّة و الديموقراطية و الشفافيّة و مصادرة خيرات الناس وسرقة أرزاقهم وأقواتهم هي سبب العنف الأعمى الذي بات الميزة الأسمى و الأبرز لراهن عالمنا العربي والإسلامي , فالحاكم منع الناس من حرية التعبير والإنتقاد وإذا وجّه أي شخص نقدا بسيطا للحاكم فإنّ مآله سجون الحاكم التي أقامها بإحكام للقضاء على رجولة من يقرّون أنّ فيهم بعض رجولة , و التداول على السلطة ممنوع , فالسلطة حكر لحكامنا لا يتزعزعون عن كرسي الحكم إلاّ بموت أو إنقلاب أو دبابة أمريكيّة , و غير مصادرة الحكم وحرمان الشعب من صناعة قراره وسياسته الكبرى و الصغرى فإنّ الحاكم يلجأ إلى البطش والقمع و الظلم وسجن الأحرار .
و بالإنتقال إلى المتورطين في حركة العنف نجد أنّ معظمهم من المحرومين من أبسط مقومات الحياة فأغلبهم من القاطنين في البيوت القصديريّة والشعبية و الأحياء الفقيرة , وكثير منهم لا يجد عملا كريما ومقابل ذلك يشاهد هؤلاء الثروات الوطنية مغانم بين الحاكم العربي وأسرته و حاشيته , وإذا أرادت معارضة جادة أن تغيّر الأوضاع لصالحها فإنّ الدبابات التي أشتريت على أساس الدفاع عن الوطن أستخدمت ضدّ الشعوب المقموعة وبناءا عليه يخلص أصحاب المدرسة الثانية إلى القول بأنّ إرهاب السلطة وممارستها الطاغوتيّة هي التي أفرزت الإرهاب , فلو عدلت الحكومات العربية و وزعّت الثروة توزيعا عادلا على الناس و حكمت الناس بأطروحة سياسية يساهم الناس في إنتاجها لما ثارت شرائح من الناس ضدّ السلطات القائمة , ومشكلة الحاكم العربي كما تقول هذه المدرسة أنّه لا يسمع ولا يغادر قصره العاجي ليقابل الناس ويطلع على أخبارهم بل يكتفي بجلسة ساعة أو نصف ساعة مع مدير مخابراته الذي يزيّن له الكثير من الأمور .
وأكثر من ذلك فإنّ أصحاب المدرسة الثانية يرون أنّ السلطة صاحبة المدرسة الأولى وتأكيدا لخطابها السياسي وأدبياتها السياسية التي تنص على أنّ النصّ القرآني هو الذي أفرز الإرهاب أوجدت تيارات إسلامية مسلحة عنيفة وسخرتّها لخدمة مصالحها الإستراتيجية من جهة ولإدامة عمر العنف في واقعنا العربي والإسلامي ليكون العمل بقانون الطوارئ مبررا ولكي لا تطرح النخب السياسية مسألة الإسراع في الإنتخابات والإصلاحات بحجّة تدهور الوضع الأمني , و قد أعلن أحد رجال المخابرات في دولة عربية أنّ رئيسه في العمل أعطاه أمرا بإطلاق اللحية و التعود على إرتداء العباءة و إستخدام المسك الأظفر – وهو عطر يستخدمه المصلون عادة في المساجد – للشروع في مهمة معينة , وقد ساهمت الأجهزة الأمنية في أكثر من دولة عربية في إقامة جماعات إسلامية مسلحة لغرض سياسي وإستراتيجي قد يطول شرحه ويمكن القول أنّ رجل المخابرات في العالم العربي أطلق لحيته والإسلامي حلقها حتى إشتبه الأمر على كثير من الناس . وعلى الأرجح فإنّ السلطات القائمة في العالم العربي سوف تستمر في إستخدام هذه الورقة و التي من خلالها تحققّ العديد من الأهداف المتشعبة والمتداخلة ومنها :
التشكيك في مقومات الدين الإسلامي الحنيف وبالتالي تكرّس العلمنة والتغريب كبديل لا مناص منه للحكم والتغريب كما هو معروف البوابة الطبيعية نحو العمالة والإرتباط بالإرادات الدولية , و الإيهام بأنّ المجتمع يعيش مخاضا أمنيا وبالتالي حالة الطوارئ تصبح مبررة ومع هذه الحالة تلغى كل مصاديق الديموقراطية من حرية الإعلام والتظاهر والتجمهر والإنتخابات , وفوق هذا وذاك فإنّ إدامة الصراع في المجتمعات الإسلامية وخلق تيارات عنف إسلامية من شأنّه أن يقرّب المسافة بين كثير من حكامنا والدوائر الغربية حيث القاسم المشترك بات كبيرا بين الطرفين وهو محاربة الإسلام , وفوق هذا وذاك فتحت عنوان محاربة الإرهاب يستباح الجميع وتقلّم أظافر الجميع و يقمع المعارضون المخلصون والصحفيون المخلصون ومريدو التغيير والإصلاح وإذا جرؤ شخص على الإعتراض يقال له : أنت إرهابي .
و إذا كان المخالف للسلطة إرهابيا فماذا تكون هذه السلطة التي تقتل بالجملة والمفرق , وتميت بالجملة وتبكي المستضعفين بالجملة وتفقر بالجملة وتفرض على الناس أن يعبدوا صنما واحدا لا شريك له , أليس إرهابا عندما تعمد هذه السلطات إلى فرض فكر أحادي شمولي على الناس , سؤال برسم السلطات العربية الديموقراطيّة جدّا !!!!!




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More